الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: فقد عرض على لجنة الأمور العامة في هيئة الفتوى في اجتماعها المنعقد الاستفتاء المقدم، ونصه:
أنا مقيمة على هذه الأرض الطيبة منذ 15 سنة، ومنذ أن وطئت قدماي هذه الأرض أستمع دائماً إلى الدعاء الذي نقوله بعد الآذان: (اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة...).
وفي بلدي نتعلم هذا الدعاء منذ سنوات الدراسة الابتدائية، وأذكر تماماً أننا في المرحلة المتوسطة أن الشيخ الذي كان يعلمنا التلاوة والتربية الدينية شدد وأصرّ على الطريقة الصحيحة لقراءة هذا الدعاء، حيث قال: إما أن تقولوا:
(اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت سيدنا محمد الوسيلة والفضيلة، والدرجة العالية الرفيعة، وابعثه اللهم مقاماً محموداً كما وعدته، إنك لا تخلف الميعاد).
(اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت سيدنا محمد الوسيلة والفضيلة، والدرجة العالية الرفيعة، وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد).
لأن الاسم الموصول " الذي " لا يأتي إلا بعد اسم معرف، والاسم المعرف يكون بالألف واللام كما في الصيغة الثانية.
وأنا دائماً أسمع ــ إن كان على إذاعة القرآن الكريم أو في إذاعة تلفزيون دولة الكويت ــ الدعاء على النحو التالي: (اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت سيدنا محمد الوسيلة والفضيلة، والدرجة العالية الرفيعة وابعثه اللهم مقاماً محموداً الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد).
وأظن أن قراءة الدعاء بهذه الطريقة خطأ، أفيدونا مما أفادكم الله، وجعله في ميزان حسناتكم.
وقد أجابت اللجنة بالتالي:
إنّ دعاء سؤال الوسيلة عقب النّداء ثابت في (صحيح البخاريّ) وغيره من كتب السنّة برواية جمع كبير من الرّواة، اتّفقوا على روايته بالتّنكير (مقاماً محموداً)، ولهذا كانت روايتهم أرجح من رواية من رواه بالتّعريف (المقام المحمود)، وذلك لموافقة روايتهم لنصّ القرآن، ولثبوتها في (صحيح البخاريّ)، ولكون رواتها أكثر وأحفظ، ولغير ذلك من الوجوه الّتي ذكرها الإمام ابن القيم رحمة الله.
وأمّا زيادة (الدرجة الّرفيعة):، فهي مدرجة في هذا الدعاء، ولم تثبت في شيء من الروايات، كما ذكر الحافظ ابن حجر، والحافظ السّخاويّ رحمهما الله تعالى.
وأما زيادة (إنّك لا تخلف الميعاد): فقد تفرد بها محمد بن عوف الطّائي، والله تعالى أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.